أعلنت لجنة نوبل أن جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 مُنحت مناصفة لكل من العالم الأردني عمر ياغي، والياباني سوسومو كيتاغاوا، والأسترالي ريتشارد روبسون، تقديراً لريادتهم في تطوير "الأطر المعدنية العضوية" (MOFs) — وهي مواد مبتكرة تفتح آفاقاً واسعة أمام معالجة التحديات البيئية الكبرى مثل احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتقليل التلوث وإنتاج طاقة أنظف.

وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، في إعلانها الصادر من ستوكهولم، إن أعمال العلماء الثلاثة "تُسهم في إيجاد حلول علمية لبعض من أكبر المشكلات التي تواجه كوكبنا، من تغير المناخ إلى أزمة النفايات البلاستيكية"، مشيرة إلى أن الفائزين سيتقاسمون مبلغ 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.2 مليون دولار أميركي).

ويُعرف البروفيسور عمر ياغي، المولود في عمّان عام 1965، بأنه أحد أبرز علماء الكيمياء في العالم اليوم، وهو أستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي. حصل على الدكتوراه من جامعة إلينوي عام 1990، ونشر أكثر من 300 بحث علمي محكَّم حول الأطر المعدنية العضوية والأطر العضوية التساهمية (COFs)، التي تُعدّ من أكثر المواد كفاءة في تخزين الهيدروجين والميثان، واحتجاز الكربون، واستخلاص المياه من الهواء الجاف.

أما العالم سوسومو كيتاغاوا، فهو أستاذ في جامعة كيوتو اليابانية، وُلد عام 1951، ونال الدكتوراه عام 1979، فيما يشغل ريتشارد روبسون منصب أستاذ في جامعة ملبورن الأسترالية، وهو من مواليد المملكة المتحدة عام 1937، وحاصل على الدكتوراه من جامعة أوكسفورد.

يشتهر ياغي بابتكاره أنظمة قادرة على جمع المياه من هواء الصحراء، وهي تقنية جرى عرضها في المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2017 ضمن أهم عشر تقنيات قادرة على "تغيير العالم"، كما اختارها الاتحاد الدولي للكيمياء (IUPAC) عام 2019 ضمن أبرز إنجازات العقد. وتُظهر أبحاثه التطبيقية أن العلم يمكن أن يتحول إلى أداة مباشرة لحماية الإنسان والبيئة، لا مجرد تراكمٍ أكاديمي في المختبرات.

ويُعدّ فوز عمر ياغي لحظة فخرٍ علمي للعالم العربي، إذ يؤكد مجددًا الحضور العربي في ميادين البحث العلمي المتقدمة، في وقتٍ يتزايد فيه الوعي العالمي بأهمية الابتكار العلمي في مواجهة التغير المناخي، وتأمين موارد نظيفة ومستدامة للأجيال القادمة.